المشاركات

كنتِ صغيرة

كنتِ صغيره😃 كنتِ صغيرة تراقبين الطيور عبر زجاج نافذتكِ وتغنين معها اغنيتها الصباحية كل يوم كنتِ تسيرين مع الغيوم حيناً وتسابقين الريح حيناً وحينما يسقط المطر تحاولين جمع قطراته بين كفيكِ .. كنتِ تحدقين  في الغيوم بحثاً عن الدلو الذي يُصب منه الماء وتتساءلين في عجب: متى ستتوقف السماء عن البكاء ؟

هكذا الدنيا!

صعدَت إلى الحافلة .. كانت تحمل همها على ظهرهاالمنحني، وترسم تجاعيد وجهها خارطة ذكرياتها الطويلة.. كيس صغير احتوته يداها فيه بعض الثمار،  هو حصيلة ماجمعته من طعام لذلك اليوم.. جلست بجانب احد الركاب تبوح له بشكواها الممزوجة بدموعها: - إيه يابني ولا رغيف واحد استطعت الحصول عليه..رغيف واحد فقط ... مابهم الناس يابُني؟ مالذي حدث لقلوبهم ،فصارت بهذه الصلابة؟ ما أردت سوى رغيف خبز واحد على الأقل أعود به لبيتي ، أوَ كان طلبي ثقيلاً لهذه الدرجة؟! رد عليها بتلقائية : - هكذا الدنيا ياخالة ،الوضع أصبح صعباً للغاية..الصبر ،الصبر! ثم أوقف الراكب سائق الحافلة لدقائق وعاد بكيس يطفح أرغفة ساخنة... تأملت العجوز أرغفة الخبز التي تغازل جوعها برائحتها الزكية ، وهي تؤمل أن هذا الكيس قد اشتراه الرجل لاجلها بعدما عرف محنتها، أو لعله قد يعطيها بعضاً مما فيه على الأقل.. لكن الأمل سقط على الأرض عندما وصل الراكب لوجهته ونزل من الحافلة بقلب بارد صلبٍ لا تعلم العجوز من أين له به؟! وضعت راسهابانكسارٍ على زجاج النافذه وهي تمتم :لقد قالها،هكذا الدنيا، حسناً.. هكذا هي! #أمل:)

عصافير على النافذة!

منذ أيام وفي الصباح الباكر كان يتكرر أمامي مشهد عصفور يطير بسرعة باتجاه نافذتي ثم.. بوووووم ! يرتطم رأسه الصغير بزجاجها! أحياناً كنت أضحك تندراً بسذاجة العصافير التي حسبت زجاج النافذة سماءً أخرى ربما لان الزجاج عاكس ،وربما لشيء آخر تراه الطيور بعيونها.. لا أدري! وأحياناً كنتُ أُشفقُ على رأسها المسكين! ولكن بعض العصافير أثارت دهشتي كانت تتشبث بهدوء بطرف النافذة وتظل تنقر في الزجاج عدة مرات ثم تحلقُ بعيداً! الاولى اندفعت نحوه بتهور لمجرد أنها رأت فيه خيالاً لسماءٍ أخرى،أو أنها رأت صورتها  منعكسة عليه.. والثانية تتفحص بتأني ! سبحان الله! بعد أيام لاحظت أن المشهد لم يعد يتكرر اتراها تعلمت الطيور درساً ؟! أم تراني أنا من يجب أن يتعلم الدرس؟ #أمل:)