هكذا الدنيا!

صعدَت إلى الحافلة ..
كانت تحمل همها على ظهرهاالمنحني،
وترسم تجاعيد وجهها خارطة ذكرياتها الطويلة..
كيس صغير احتوته يداها فيه بعض الثمار،  هو حصيلة ماجمعته من طعام لذلك اليوم..
جلست بجانب احد الركاب تبوح له بشكواها الممزوجة بدموعها:
- إيه يابني ولا رغيف واحد استطعت الحصول عليه..رغيف واحد فقط ...
مابهم الناس يابُني؟
مالذي حدث لقلوبهم ،فصارت بهذه الصلابة؟
ما أردت سوى رغيف خبز واحد على الأقل أعود به لبيتي ،
أوَ كان طلبي ثقيلاً لهذه الدرجة؟!
رد عليها بتلقائية :
- هكذا الدنيا ياخالة ،الوضع أصبح صعباً للغاية..الصبر ،الصبر!
ثم أوقف الراكب سائق الحافلة لدقائق وعاد بكيس يطفح أرغفة ساخنة...
تأملت العجوز أرغفة الخبز التي تغازل جوعها برائحتها الزكية ،
وهي تؤمل أن هذا الكيس قد اشتراه الرجل لاجلها بعدما عرف محنتها،
أو لعله قد يعطيها بعضاً مما فيه
على الأقل..
لكن الأمل سقط على الأرض عندما وصل الراكب لوجهته ونزل من الحافلة بقلب بارد صلبٍ لا تعلم العجوز من أين له به؟!
وضعت راسهابانكسارٍ على زجاج النافذه وهي تمتم :لقد قالها،هكذا الدنيا،
حسناً..
هكذا هي!

#أمل:)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عصافير على النافذة!

كنتِ صغيرة